7.1.10

دوامة الغبار

عامٌ قريب

كانت حياتي قبله

شبحاً يدب على جديب

متعثراً بالصخر ، بالأشواك

بالقدر الرهيب

حتى رآك

روحي تهل على كآبته

فتترعه يداك

فرحاً و اشعاعاً غريب

عامٌ قصير

سرنا معاً فيه على دربي الوعير

جنباً الى جنب ، و ملء عيوننا

دفء الشعور

و العاطفة

و إذا الحياة على صدى

خطواتنا المتآلفة

خضراء تورق في الصخور

عام و مر

و دجا غبارٌ حولنا

هاجت به ريح القدر

و تلمستك يدي و في عيني ليل معتكر

و ارتاع قلبي

رجعت إلي يدي ميبّسة الدماء

بثلج رعبي لا صوت منك و لا أثر

و وقفت وحدي

في وحشة التوهان . في يتم الغريب

وقفت وحدي

تصطك روحي في فراغ الدرب من ذعر و برد

و على فمي

إشراقةٌ ماتت . و في قلبي

تنبؤ ملهم

أني سأبقى العمر وحدي

لا تبعد

و بعثتها من غور يأسي

في الفضاء المربد

و بقيت أهتف من قرارة وحشتي :

تبعد

نا خائفة

لمبي الوحيد يحسّ ، يسمع

مدمات العاصفة

ملف الفراغ الأسود

أمسك يدي

سر بي ، غبار الأرض منعقدٌ على دنيا غدي

يعمي خطاي المجفلات على طريقي الموصد

هذا الغبار

دوّامة دارت بها حولي

أعاصير القفار

تلوي بعمري المجهد

كيف الهروب

و العاصف الجبار يسقي الدرب وحشي الهبوب

شرس الجناح يسوط أقدامي

على القفر الرهيب

و الهاوية

تصغي على البعد القريب

إلى صدى أقداميه

بين التواءات الدروب

لا تبعد !

و بقيت اصرخ من قرارة وحشتي :

لا تبعد !

فتبدّد الريح النداء مع الصدى المتدّد

و بقيت وحدي

حيري ، أدور ، أصارع الدوامة الهوجاء

وحدي

عبر الطريق الموصد

فدوى طوقان

... وأنا أحبه


ها هو ذا نسيجُ العناكب الكثيرة التي أحاطتنا

بحقدها من كلّ جانب يسقط.!

أنا أراه عبر الضباب وها هو يراني

أعود إليه .. فيعود إليّ .

وهل يملكُ الطائر إلا أن يعود إلى عشّه

مهما طالَ الغياب؟

وهل تملكُ الشجرةُ إلاّ أن تفرد أجنحتها

لتستقبل حبيبها العائد بحفاوة !

هو وطني الصغير يا نجوى ..!

فهل أملك أن أحيا دونما انتماء؟

آهٍ يا رفيقة أوجاعي ..

أخبريه أن يأتي دون أن ينظر للوراء..

واقرئي عليه وصيتي الوحيدة:-

دع بذرة حبّنا تنمو ...

كي ينضج قمحُ الحقول ويُطـْعـِمَ شعبًا من

الجياع لعشق ليس له في تاريخ الحُبّ مثيل!

ريتا عودة